~^~ مرحبا بكم ~^~

أرحب بكم في مدونتي البسيطة
وأتمنى أن تنال على إعجابكم^_^

الأحد، 19 أكتوبر 2008

مريول "عالية" ارتكاب درامي


-عالية ذات مساء امتلاء بقطرات المطر التي امتزجت بدموعها متحلقة حول تلك المدفأة العتيقة هي وأخواتها.-بينما كان سقف بيتهم (لا أعلم إن كان حرياً به أن يدعى سقفاً) "يخرخر" بالماء عازفاً أنغام سيمفونية الأسى معهم تلك الليلة.-غداً أول أيام المدرسة وقد ذهب والدهم العجوز عله أن يقنع "خياط الحارة" أن يعتق تلك المراييل التي "خاست" بين جنبات محلة لوجه الله, وأن لا يحرم عالية وأخواتها فرحة الغد عل الله أن لا يحرمه.-لم تكترث الفتيات "بفسحة" الغد, الوضع قد اعتاده الجميع بضع كسرات من الخبز يحاولن أن "يمضغنها" مجاملة لأمهم الفاضلة التي اعتادت الاستماع لموسيقى "طقطقة" الخبز بين أفواه البنات لا تقطعها سوى أصوات رشفات الشاي فالحليب قد أصبح حلماً على الجميع.-عاد "العجوز" وأذيال الأسى والخيبة تجره, ليس هو من يجرها هذه المرة.. حتى هي الأخرى رأفت بحالة..!.-دارت بينهم لغة النظرات والتي فهم الجميع منها أنه لا غنى عن مراييل العم جاسر التي أتى بها قبل العام وإن كانت قد امتلأت "بالشق والرقعة" .-راح العم الفاضل والذي قد أفنى عمره سائقاً لأحد الشيوخ الذي ما إن ضعف نظره حتى رمى به دون رحمة, الرحمة تحتاج مالاً هذه الأيام وذاك العجوز "الكحيان" لايملك ثمنها.-نعم راح تحت أحد ثقوب السقف التي لازالت "تخرخر" طالباً منها أن تستر دموعه عن أعين البنات ومعللاً ذلك بأن آخر ما ينقصهن هو رؤية دموعه.-في ليلة بكت السماء فيها وبكى العم, ووالدتهم حاولت ولكن الجفاف قد أصاب مدامعها وبكى أولئك الصبية وبكى السقف.-وفي ذات الليلة كان يبكي في مكان ما أحدهم من الضحك على "دي في ديه" الجديد وعلى فكاهات "جيم كيري" بينما كانت يديه تتداول أطباق الكافيار.-لم يقطع "نياح" تلك الليلة الآثمة سوى صراخ "راع المكتب" فلم يجرؤ على دق بابهم المتهالك خشية أن ينخلع على رؤوسهم ليخرج عليه العجوز ويدور مسلسلهم الشبه يومي الغارق بـ "تكفى..هالكم يوم..اصبر.. مدارس ..الله يرحمك تكفى.....الخ" من الذل وإراقة مياه الوجه.-نام الجميع تلك الليلة الشتوية تحتضنهم دموعهم وتدفيهم حتى حين توقفت فيه, وعادت عظامهم تتصكصك من البرد.-أعلنت شقوق السقف عن إشراقة يوم جديد لتقوم أم عالية بتحضير الفطور .. الشاي والخبز أو الخبز والشاي إن أرادوا التغيير.-خرج بعدها الجميع البنات لمدارسهن والعجوز يبحث عن رزق..-مرت سنوات ومستوى الفتيات الدراسي "يثير الدهشة" إمتيازات لا تعد ولا تحصى وشهادات شكر لا تلبث إلا أن تكون "خرق" لتنظيف المنزل.-في نهاية الثانوية العامة امتازت عالية كالعادة وأتت بتلك النسبة التي عصت على أترابها من "بنات العز".-دخلت الطب ..! أم أنها إبتعثت للخارج ..أم أنها دخلت الجامعة أم ماذا؟.- يا لقسوتك عزيزي القارئ ويا لإفراطك بالأمل أنت والزمان القاسي!.-الظروف قاهرة أحياناً.. وأحياناً كثيرة يجب للأحلام الغاوية أن تتوقف.-طرق باب عالية أبن عمها المدمن خاطباً إياها ليوافق العم بسرعة إذ من يرغب بعالية؟.-وتم الزفاف دون أن تتهنى برؤية شهادتها مجرد رؤية فقط فلم يذهب أحد ليأخذها..آه عالية حتى مجرد "التكحيل" بتلك النسبة محرم عليك.- أين عالية الآن..!....
ابحث عنها عزيزي القارئ.
قبل الفاصلة:
(تلميح) تصفح أحد الملاحق الإنسانية في أوراق جرائدنا قد تجدها هناك..!
أيمن الجعفري.كاتب سعودي.

ليست هناك تعليقات:

Powered By Blogger